الخروب


الخروب أو الخرنوب (باللاتينية: Ceratonia siliqua) شجرة دائمة الخضرة تنتمي إلى الأسرة (تحت الفصيلة) (باللاتينية: Caesalpinioideae) من الفصيلة البقولية (باللاتينية: Fabaceae) تعيش بشكل طبيعي في المنطقة المتوسطية بما يشمل المشرق العربي والمغرب العربي. ومن الدول العربية الموجودة بها غابات الخروب ليبيا بالقرب من مدينة البيضاء . يستخرج منها شراب حلو المذاق يسمى "الرُب" يضاف أحيانا إلى العصيدة.

بذور الخروب متساوية بشكل كبير مع بعضها في الحجم والوزن مما جعلها الوسيلة الأولى في الوزن قبل أنتشار الموازين الحديثة، وهي تساوي 0.2 غرام للحبة أي قيراط.

وصف شجرة الخروب

شجرة الخروب شجرة وارفة الظلال دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى 15 متر وهي ثنائية الجنس وثنائية المسكن، وثمار شجرة الخروب عبارة عن قرون عريضة تتباين أطوالها في الشجرة الواحدة وقد يصل طولها إلى 30 سنتمتراً.

وتتميز شجرة الخروب بقدرتها على تحمل الجفاف والبرد والرياح القوية وهي متواضعة في احتياجاتها للنمو والإثمار حيث تعيش في الأراضي الصخرية الوعرة وفي التربة الرملية الفقيرة سواء أكانت حمضية أم قليلة القلوية على أن تكون تربتها جيدة التصريف، وتكتفي شجرة الخروب بمعدل (30) سنتمتراً من الأمطار السنوية وهذه من الأسباب التي جعلتها متكيفة للعيش في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط ومعظم بلدان الشرق الأوسط، وتعيش شجرة الخروب من (200-300) سنة وتزهر عادة ابتداءاً من منتصف شهر آب ولغاية تشرين الثاني كما تزهر في مواسم أخرى إذا ما توافرت لها ظروف بيئية مناسبة.

تاريخ شجرة الخروب

شجرة الخروب شجرة قديمة جاء ذكرها في الكتاب المقدس، وزرعت في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط قبل حوالي (4000) سنة وكان اليونانيون القدماء على معرفة بالكثير من فوائدها واستعمالاتها، من إسبانيا قام أحد المهاجرين الإسبان بنقلها إلى المكسيك وأمريكا الجنوبية، وعمل الإنجليز على نقلها إلى جنوب إفريقيا والهند وأستراليا، وتبين السجلات التاريخية بأن شجرة الخروب قد نقلت إلى أمريكا عام (1854) وإبان الحملة العسكرية البريطانية إلى إسبانيا خلال الفترة من (1811 - 1812) كانت قرون الخروب تقدّم علفاً لخيول سلاح الفرسان البريطاني ولا زالت ثمار الخروب تستعمل في كثير من البلدان لتغذية الحيوانات.

القيمة الغذائية

يحتوي لب قرون الخروب على مواد غذائية عدّة من أهمها السكر بنسبة 55% وبروتين عالي الجودة بنسبة 15% ودهون بنسبة 6% أمّا مسحوق البذور فيحتوي على 60% بروتين وكميات وافرة من الزيوت الخالية من الكوليسترول كما يوجد في ثمار الخروب فيتامينات (أ، ب1، ب2، ب3، د) وعناصر معدنية مهمة مثل: البوتاسيوم، والكالسيوم، والحديد، والفسفور، والمنغنيز، والباريوم، والنحاس، والنيكل، والمغنيزيوم، وغيرها، وتخلو الثمار من حمض الأوكساليك (Ox) الذي يحول دون امتصاص الكالسيوم والعناصر المعدنية الأخرى وهذا من شأنه تسهيل عملية امتصاص الأمعاء لهذه المعادن والإفادة منها بشكل كبير، ويتميز بكتين الثمار بعدم تسببه بظهور أعراض الحساسية.

الخروب في التاريخ

يرتيط الخروب بقصة النبي يحيى، فتقول الرواية أنه اختبأ في خروبة في قرية سبسطية وقد تبعه جنود القائد الروماني هيرودوس وشاهدوا ردائه من الخروبة التي لم تستطيع حمايته فنجحوا في قتله من خلال منشار أو الجزور. قبل أن يقذف برأسه في نهر الأردن.

الاستعمالات

تهنم بلدة كفر ثلث وقرى عزون والكفريات بالخروب والذي يزرع ويباع ويصنع منه رب الخروب وأيضا المكيكا وهي تقطيع الخروب وهو أخضر وخلطه بالحليب ،ويجري قطافه في شهر أغسطس حيث ينضج تماما ويصبح أسود اللون، وتعد شجرة الخروب من الأشجار المهمة للرعاة يستظلون بها ولأطفاء الحرائق،وتمتاز بخشب ضعيف وهي محظ الدبابير والنحل،وفي فلسطين توجد أنواع ومنها: الكتية وهو صغير والطويل العريض ويسمى الصيدلاني والنوع الثالث البري وقرونه رفيعة. تنتج بلدة كفرثلث لوحدها ما يزيد عن مائتي طن. قديما استخدم الكنعانيون وغيرهم الخروب كأداة وزن واكتشفت جرار بزر الخروب في جلجولية وكفرثلث ويعتقد أنها كانت للوزن وربما للعدد.